ما اسباب زيادة الوزن ؟ ما الادوية و الامراض المسببة للسمنة ؟

الزيادة في الوزن هي مشكلة صحية تؤثر على العديد من الناس في مختلف مراحل العمر. ولكن ما هي الأسباب التي تجعلنا نزداد وزناً مع التقدم في السن؟ هل هي مجرد نتيجة لتغيرات في عاداتنا الغذائية والحركية، أم هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في هذه الظاهرة؟
في هذا المقال، سنستعرض بعض الأسباب التي تفسر زيادة الوزن المرتبطة بالعمر، وكيف يمكن التعامل معها بطرق صحية وفعالة.
محتويات المقال
علاقة العمر بزيادة الوزن
أولاً، لا بد من التنويه إلى أن زيادة الوزن لا تحدث دون سبب، بل هي نتيجة لتفاعل بين عدة عوامل، منها الوراثية والهرمونية والبيئية والسلوكية. ومن المهم أن نتعرف على هذه العوامل وأثرها على جسمنا، حتى نستطيع اتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على صحتنا ووزننا.
ثانياً، من المعروف أن العمر يؤثر على عملية الأيض، أو معدل حرق السعرات الحرارية في جسمنا. وهذا يعود إلى فقدان الكتلة العضلية مع التقدم في السن، حيث تستهلك العضلات سعرات حرارية أكثر من الدهون. لذلك، إذا لم نقم بتغيير نظامنا الغذائي أو مستوى نشاطنا البدني، فإن ذلك قد يؤدي إلى تراكم الدهون في جسمنا وزيادة وزننا.
علاقة التوتر بزيادة الوزن
ثالثاً، هناك عوامل أخرى تتغير مع العمر وتؤثر على شهيتنا ووزننا، مثل التوتر المزمن والنوم السيئ. فالتوتر يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يحفز شهيتنا لتناول الأطعمة المحلاة أو المالحة أو المشبعة بالدهون.
علاقة النوم بزيادة الوزن
كما أن قلة النوم تخفض من مستوى هرمونات التشبع وتزيد من مستوى هرمونات الجوع في جسمنا. وهذه المؤثرات تجعل من الصعب التحكم في كمية وجودة ما نأكل.
ولذلك، فإن زيادة الوزن ليست غامضة أو لامفسَّرة، بل هي نتيجة لتغيرات في جسمنا وحولَنا مع العمر. ولكن هذا لا يعني أننا عاجزون عن التصدي لهذه الظاهرة، بل يمكننا اتخاذ خطوات بسيطة ومفيدة للحد من زيادة الوزن والحفاظ على صحتنا، مثل:
– اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع، يحتوي على كميات كافية من البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن والألياف.
– تقليل تناول الأطعمة المصنعة أو المقلية أو المحلاة أو المالحة أو المشبعة بالدهون، والتي تزيد من السعرات الحرارية دون أن تشبع جسمنا أو تغذيه.
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لمدة 30 دقيقة على الأقل يومياً، مع التركيز على تقوية العضلات وزيادة المرونة والتحمل.
– التخلص من التوتر بطرق صحية، مثل التأمل أو التنفس العميق أو المشاركة في هوايات ممتعة أو التحدث مع الأصدقاء أو الأسرة.
– تحسين نوعية النوم، بالابتعاد عن المصادر المضطربة للضوء أو الصوت قبل الخلود إلى الفراش، وتجنب تناول الكافيين أو الكحول في المساء، وإنشاء روتين نوم ثابت.
باتباع هذه الإرشادات، يمكنك تجديد صحتك وزخمك وثقتك بجسمك، والاستمتاع بحياتك في كل مرحلة من مراحلها.
هرمونات الجنس
مع تقدم العمر، تحدث تغيرات هرمونية في الجسم تؤثر على الصحة والجنسية. الاستروجين والتستوستيرون هما من الهرمونات الجنسية التي تلعب دوراً مهماً في وظائف الجسم المختلفة. عند النساء، يقل إنتاج الاستروجين بشكل كبير بعد انقطاع الطمث، مما يسبب اضطرابات في النوم وتراكم الدهون في مناطق معينة من الجسم. عند الرجال، يبدأ إنتاج التستوستيرون في التناقص تدريجياً بعد سن الثلاثين، مما يؤدي إلى فقدان كتلة العضلات وزيادة خطر السمنة. هذه التغيرات تؤثر أيضاً على الرغبة والأداء الجنسيين لدى كلا الجنسين.
امراض تسبب زيادة الوزن
زيادة الوزن هي علامة قد تدل على وجود مشاكل صحية مختلفة. إذا كانت زيادة الوزن حديثة أو غير متوقعة، فقد تكون ناجمة عن اضطرابات في وظائف القلب أو الكلى أو الغدة الدرقية. وفقاً للدكتورة أبوفيان، فإن احتباس السوائل في الجسم يمكن أن يسبب زيادة في الوزن وتورم في أجزاء مختلفة من الجسم، مثل القدمين أو الكاحلين أو الساقين أو البطن. وقالت: «هذا قد يرافقه أيضاً شعور بالإرهاق أو صعوبة في التنفس». كما يمكن أن تؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى زيادة الشهية والعطش والتبول، مما يؤثر على وزن الشخص. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي خلل في إفراز هرمونات الغدة الدرقية إلى تغيرات في عملية الأيض والطاقة، مما يؤدي إلى زيادة أو نقصان في الوزن. وأخيراً، قد يكون اضطراب التنفس خلال النوم سبباً لزيادة الوزن، حيث يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم وارتفاع مستوى هرمون التوتر، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب.
ادوية تسبب زيادة الوزن
بعض الأدوية التي تستخدم بشكل مستمر قد تسبب زيادة في الوزن. هذا لأنها تجعل الجسم يحتفظ بالماء، أو تغير التوازن الكيميائي في الدماغ الذي يتحكم في الشهية. وهذا يؤدي إلى شعورك بالجوع أكثر وزيادة استهلاكك للطعام. ومن بين هذه الأدوية:
– بعض أنواع مضادات الاكتئاب، مثل paroxetine (Paxil) أو phenelzine (Nardil).
– بعض أنواع مضادات الهيستامين، مثل diphenhydramine (Benadryl).
– بعض أنواع مضادات الذهان، مثل clozapine (Clozaril) أو olanzapine (Zyprexa).
– بعض أنواع حاصرات بيتا، مثل atenolol (Tenormin) أو metoprolol (Lopressor).
– بعض أنواع مساعدات النوم، مثل Sominex أو Unisom SleepGels أو ZzzQuil.
لا تتوقف عن تناول هذه الأدوية إلا بعد استشارة طبيبك، فقد تكون ضرورية لصحتك. ولكن يمكنك اتخاذ بعض التدابير للتقليل من تأثيرها على وزنك. على سبيل المثال:
– اشرب الماء بكثرة للتخلص من الماء الزائد في الجسم.
– اختر الأطعمة الصحية والمتوازنة، وابتعد عن الأطعمة المحتوية على دهون أو سكر كثير.
– امارس الرياضة بانتظام لحرق السعرات الحرارية وتقوية عضلاتك.
– استشر طبيبك عن إمكانية تغيير نوع الدواء أو جرعته إذا كان يؤثر سلباً على وزنك.
أسباب أخرى محتملة لزيادة الوزن
زيادة الوزن هي مشكلة صحية شائعة تؤثر على العديد من الناس في جميع أنحاء العالم. وهناك عوامل متعددة تساهم في زيادة الوزن، بعضها معروف وبعضها لا يزال غامضاً.
واحدة من العوامل المعروفة هي كمية ونوعية الطعام الذي نتناوله. إذا تناولنا سعرات حرارية أكثر مما نحرقها، فإن ذلك يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم. ولذلك، ينصح خبراء التغذية باتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع، يحتوي على كميات كافية من البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن والألياف. كما ينصحون بالابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمقلية والحلويات والمشروبات الغازية والكحولية.
ولكن هذا ليس كل شيء. فهناك عوامل أخرى قد تؤثر على وزننا دون أن ندركها. بعض هذه العوامل لم يتم فهمها بشكل كامل حتى الآن، أو لا تزال قيد البحث.
مثلاً، قد يؤثر توقيت تناول الطعام على وزننا. فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2022 أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد يزيد من شهيتنا في اليوم التالي، ويبطئ من عملية حرق السعرات الحرارية في جسمنا، ويسهل تخزين الدهون في مناطق مختلفة من الجسم.
كذلك، قد يؤثر تركيبة الميكروبات التي تعيش في أمعائنا على وزننا. فقد اقترحت بعض الدراسات أن هذه الميكروبات قد تلعب دوراً في تحديد شهيتنا، وطريقة استخلاص جسمنا للطاقة من الطعام، ومستوى سكر الدم في جسمنا، وطريقة تخزين جسمنا للدهون. وقد لوحظ أن هذه الميكروبات تختلف بين الأشخاص المصابين بالسمنة والأشخاص ذوي الوزن الطبيعي. لكن لا يزال غير مؤكد ما إذا كان هذا التفاوت هو سبب أو نتيجة لزيادة أو نقصان الوزن.
ولهذه المشكلة حلاً. فقالت الدكتورة كارولين أبوفيان، اختصاصية طب السمنة ومديرة «مركز إدارة الوزن والعافية» في «مستشفى بريغهام آند ويمنز» التابع لجامعة هارفارد: “إذا استطعنا فهم كيف تؤثر الميكروبات على وزننا، فقد نتمكن من تغييرها بطرق مختلفة، مثل تناول بعض الأطعمة أو الأدوية أو حتى نقل بعض الميكروبات من شخص إلى آخر”. وأضافت: “لكن هذا يتطلب إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من سلامة وفعالية هذه الطرق”.
إذن، زيادة الوزن هي مشكلة معقدة لا تحل بسهولة. ولكن بالمعرفة والإرادة والجهد، قد نتمكن من التغلب عليها والحفاظ على صحتنا ورشاقتنا.
استشارة طبية
تعتبر السمنة أحد أكبر المخاطر الصحية التي تواجه البشر في العصر الحديث، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والقلب والسرطان. لذلك، من المهم اتخاذ خطوات للحفاظ على وزن صحي ومناسب لعمرك وطولك ونشاطك. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في ذلك:
– قم بقياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) الخاص بك بانتظام، والذي يحسب من خلال قسمة وزنك بالكيلوغرام على مربع طولك بالمتر. يعتبر BMI مؤشراً جيداً لمستوى الدهون في الجسم، وينصح بأن يكون بين 18.5 و24.9 للبالغين. إذا كان BMI أعلى من 25، فهذا يعني أنك تعاني من زيادة في الوزن، وإذا كان أعلى من 30، فهذا يعني أنك تعاني من السمنة.
– احرص على شرب كمية كافية من الماء يومياً، والتي تساعد على ترطيب الجسم وتحسين عملية الأيض والهضم وإزالة السموم. ينصح بشرب ما بين 8 و10 أكواب من الماء يومياً، أو حسب احتياجات جسمك.
– اختر أطعمة صحية ومغذية تحتوي على قيمة غذائية عالية وسعرات حرارية منخفضة، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخفيفة. تجنب الأطعمة المقلية والدهنية والمعالجة والحلويات والمشروبات الغازية والكحولية، التي تزيد من تراكم الدهون في الجسم.
– اتبع نظام غذائي متوازن يشمل جميع المجموعات الغذائية الأساسية، ولا تقم بحرمان نفسك من أي نوع من الطعام. قسم وجباتك إلى خمس أو ست وجبات صغيرة خلال اليوم، بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة. هذا يساعد على تفادي الشعور بالجوع والإفراط في تناول الطعام.
– مارس التمارين الرياضية بانتظام، والتي تساهم في حرق السعرات الحرارية وتقوية العضلات وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية. اختر نوع التمارين التي تناسب مستوى لياقتك وهدفك، سواء كانت رياضات هوائية مثل المشي أو الجري أو ركوب الدراجة، أو رياضات قوة مثل رفع الأثقال أو الضغط أو البطن. حاول أن تمارس التمارين لمدة 30 دقيقة على الأقل خمس مرات في الأسبوع.
– احصل على قسط كافي من الراحة والنوم، واللذين يلعبان دوراً مهماً في تنظيم هرمونات الجسم والشهية والمزاج. قلة النوم تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يسبب التوتر والقلق والتهابات في الجسم. كما تؤدي إلى خفض إفراز هرمون اللبتين، الذي يساعد على الشعور بالشبع، وزيادة إفراز هرمون الغريلين، الذي يحفز الشهية. لذلك، حاول أن تنام لمدة 7 إلى 8 ساعات كل ليلة، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
– استشر طبيبك بشكل دوري، وخاصة إذا كان لديك أي حالات صحية مزمنة أو تتناول أي أدوية تؤثر على وزنك. طبيبك يمكنه تقديم المشورة والإرشادات المناسبة لحالتك، وتحديد المعدل المثالي لفقدان الوزن بطريقة صحية وآمنة. كما يمكنه إجراء فحوصات دورية للتأكد من سلامة مستوى سكر الدم وضغط الدم والكولسترول وغيرها من المؤشرات الصحية.