نظام ريجيم OMAD أو (صيام الوجبة الواحدة في اليوم) ماذا سيحدث للجسم اذا تناولت وجبة واحدة ؟

نظام «OMAD» أو (تناول وجبة واحدة في اليوم) هو نوع من أنظمة الصيام الغذائية التي تقتصر على تناول كل السعرات الحرارية اليومية في وجبة واحدة فقط.
يدعي بعض المؤيدين لهذا النظام أنه يمكن أن يحسن صحة الجسم ويساعد على فقدان الوزن. لكن هل هذا صحيح؟
في الواقع، لا توجد أدلة علمية كافية تثبت فعالية أو سلامة نظام «OMAD». معظم الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع كانت على الحيوانات، ولم تستمر لفترة طويلة.
ولا يمكن تعميم نتائجها على البشر. كما أن هذا النظام قد يكون صعب التطبيق والالتزام به في الحياة اليومية، وقد يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية المهمة.
إذًا، ما هي البدائل الأفضل لنظام «OMAD»؟ حسب ما ذكره موقع «ساينس إليرت» العلمي، هناك أشكال أخرى من الصيام المتقطع التي قد تكون أكثر مرونة وفائدة مثل نظام «5:2»، حيث يأكل الشخص بشكل طبيعي خمسة أيام في الأسبوع، ثم يقلل من سعراته الحرارية إلى 800 سعرة حرارية أو أقل يومين في الأسبوع. أو نظام «الأكل المقيد بالوقت»، حيث يأكل الشخص كل سعراته الحرارية خلال فترة زمنية محددة، مثل ثماني ساعات في اليوم.
هذه الأنظمة قد تساعد على تحسين عملية التمثيل الغذائي وخفض ضغط الدم والالتهابات والسكر في الدم. كما قد تساعد على تنظيم شهية الشخص وإدارة وزنه بشكل أفضل. لكن يجب على كل شخص اختيار النظام الغذائي المناسب له بالتشاور مع طبيبه أو أخصائي التغذية، والتأكد من توفير جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها جسده.
محتويات المقال
ماذا سيحدث للجسم اذا تناولت وجبة واحدة ؟
نظام تناول وجبة واحدة في اليوم (OMAD) هو نوع من أنواع الصيام المتقطع، حيث يقتصر الشخص على تناول وجبة واحدة فقط خلال 24 ساعة. يدعي بعض المؤيدين لهذا النظام أنه يمكن أن يساعد في فقدان الوزن وتحسين الصحة العامة. ولكن ماذا تقول الأدلة العلمية عن هذا الادعاء؟
في دراسة حديثة، قام باحثون بمقارنة تأثير OMAD مع تأثير نظام غذائي يتضمن ثلاث وجبات في اليوم على صحة مجموعة من البالغين الأصحاء. وتلقى المشاركون نفس كمية السعرات الحرارية في كل يوم، ولكن في نمطين مختلفين من توزيعها. وفي نصف فترة الدراسة، تم تقديم هذه السعرات في وجبة واحدة بين الساعة 5 مساءً و 7 مساءً، بينما في النصف الآخر، تم تقديمها في ثلاث وجبات متساوية.
وكانت مدة الدراسة قصيرة نسبيًا، حيث استغرقت 22 يومًا فقط، وشارك فيها 11 شخصًا فقط. ووجد الباحثون أن المشاركين خسروا المزيد من الوزن والدهون عند اتباع OMAD مقارنة باتباع نظام الثلاث وجبات. ولكن هذه ليست كل القصة.
فقد أظهرت الدراسة أيضًا أن OMAD أدى إلى انخفاض أكبر في كتلة الجسم خالية من الدهون، التي تشمل العضلات والأعضاء والسوائل. كما أدى إلى انخفاض في كثافة عظام المشاركين. وهذه التغيرات قد تكون ضارة للصحة على المدى الطويل، حيث قد تزيد من خطر حدوث ضعف عضلي وكسور عظام.
ولذلك، لا يمكن استخلاص استنتاجات قطعية من هذه الدراسة، التي كانت محدودة في عدد المشاركين والمدة. كما أنه لم يتم اختبار OMAD في بيئات حقيقية، حيث قد يكون من الصعب التزام به. بالإضافة إلى ذلك، فإن دراسات أخرى أجريت على الحيوانات لم تؤكد فائدة OMAD لفقدان الوزن، بل بالعكس.
ولهذا، فإنه من المهم إجراء المزيد من التجارب على OMAD لتحديد مزاياه وعيوبه بشكل أفضل. فقد يؤثر هذا النظام بشكل مختلف على مجموعات مختلفة من الناس، وقد يتوقف تأثيره على توقيت الوجبة ونوعية الطعام. وحتى ذلك الحين، فإنه من الأفضل أن نتبع نصائح الخبراء بشأن التغذية المتوازنة والمتنوعة، والتي تشمل تناول عدة وجبات صغيرة في اليوم.
اضرار اخرى لتناول وجبة واحدة
من المؤكد أن نظام OMAD ليس مناسبًا للجميع، وقد يكون له آثار سلبية على بعض الجوانب من صحة الإنسان. فمثلاً، قد يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية المهمة، مثل البروتين والألياف والفيتامينات والمعادن، إذا لم يتم اختيار وجبة OMAD بعناية وقد يسبب خطر الامساك وضحعف الجهاز الهضمي .
كما قد يزيد من خطر حدوث اضطرابات في ضغط الدم والقلب والأوعية الدموية، خصوصًا إذا تضمنت وجبة OMAD كمية كبيرة من الدهون المشبعة أو الملح أو السكر وفق ما افادت الدكتورة أماندا أفيري المحاضرة في التغذية بجامعة نوتنغهام.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر نظام OMAD سلبًا على صحة العظام والأسنان، إذا لم يتم تغطية احتياجات الجسم من الكالسيوم والفسفور والفلور. أخيرًا، قد يسبب نظام OMAD مشكلات نفسية واجتماعية، مثل التوتر والقلق والإحباط والانعزال،خصوصًا إذا كان صعبًا التزام به في ظروف مختلفة ولايناسب الاطفال اوالحوامل والمرضعات.
تجربة الصيام المتقطع
إذًا، ما هي البدائل؟ إذا كنت ترغب في تجربة الصيام المتقطع، فقد تكون هناك خيارات أخرى أكثر مرونة وأمانًا من نظام OMAD. مثلاً، يمكنك اتباع نظام 16:8، حيث تتناول ثلاث وجبات في غضون ثماني ساعات، وتمتنع عن الطعام لمدة 16 ساعة وهو اشبه لصيام المسلمين.
أو يمكنك اتباع نظام 5:2، حيث تتناول خمسة أيام في الأسبوع كمية طبيعية من السعرات الحرارية، وتقلل منها إلى 500-600 سعرة حرارية في يومين. هذه الأنظمة قد تساعدك على الحصول على بعض فوائد الصيام المتقطع، دون التعرض للمخاطر المذكورة أعلاه.
وفي الختام، نود أن نذكرك بأنه لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع، وأنه من المهم استشارة طبيب أو أخصائي تغذية قبل بدء أي نظام غذائي جديد. كما ننصحك بالحفاظ على نمط حياة صحي، يشمل ممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم والابتعاد عن التدخين والإفراط في شرب الكحول. فهذه هي الطرق الأفضل للحفاظ على صحتك وسعادتك.