اكتشاف ثوري يمهد لعلاج مرض السرطان و منع انتشار الخلايا السرطانية

تعد ظاهرة التنخر الخلوي “نخر الخلايا” أحد العوامل التي تساهم في انتشار مرض السرطان في الجسم، وهي عملية تحدث عندما تموت الخلايا بطريقة مفاجئة وعنيفة، مما يؤدي إلى تحرير مواد سامة والتهابية في البيئة المحيطة. وقد أظهرت الأبحاث أن هذه المواد تلعب دوراً هاماً في تحفيز نمو وانتقال الخلايا السرطانية.
ووفق لدراسة جديدة , تنفجر الخلايا المصابة بالسرطان وتطلق مواد سامة ومسببة للالتهابات.
وقد أجرى علماء من جامعة بافلو الدراسة الجديدة لفهم كيفية حدوث هذا الانفجار، وكيف يمكن منعه أو تقليله. وتوصلوا إلى أن تراكم الأحماض الدهنية على غشاء الخلية هو المسؤول عن تمزقها، وأن تثبيط إنتاج هذه الأحماض يمكن أن يحافظ على سلامة الخلية ويقلل من موتها. ويعتقد العلماء أن هذه النتائج قد تفتح آفاقا جديدة لعلاج أنواع معينة من السرطانات التي ترتبط بالدهون، مثل سرطان الثدي والبروستاتا والبنكرياس.
ولكن كيف يحدث التنخر الخلوي؟ وهل يمكن منعه أو التخفيف من آثاره؟ هذا ما حاول علماء من جامعة بافلو إجابته في دراسة جديدة نشرت في مجلة الكيمياء البيولوجية Chemical Biology . وقد اكتشفوا أن التنخر الخلوي ينجم عن تراكم كميات كبيرة من الأحماض الدهنية السامة على غشاء الخلية، مما يؤدي إلى تمزقه وانفجاره.
وقد استخدموا تقنية جديدة تسمى “النسخ”، وهي عبارة عن مجموعة من المواد الكيميائية التي تعمل على تثبيط إنزيمات مسؤولة عن إنتاج الأحماض الدهنية والدهون الأخرى في الخلايا. وقد أظهرت نتائجهم أن هذه التقنية قادرة على حفظ سلامة غشاء الخلية والحد من معدل موت الخلايا بسبب التنخر.
وقد أعرب الباحثون عن أملهم في أن تفتح هذه الدراسة آفاقاً جديدة لعلاج السرطان، خصوصاً في حالات التنخر المرتبط بالدهون، مثل سرطان الثدي والبروستاتا و سرطان البنكرياس . وقالوا إن تقليل تراكم الأحماض الدهنية أثناء التنخر قد يكون له تأثير إيجابي على منع انتشار المواد المسببة للالتهابات، التي تعزز نشاط الخلايا السرطانية.